سلسلة أفلام المغامر إنديانا جونز..الاخراج والانتاج ضمانتا النجاح

عمان - محمود الزواوي - تعود جذور الكثير من المسلسلات السينمائية الأميركية إلى مسلسلات الرسوم الهزلية التي ظهر الكثير منها في فترتي العشرات والعشرينيات من القرن الماضي، ثم تحولت إلى مسلسلات إذاعية ومسلسلات سينمائية قصيرة أو طويلة في عقد الثلاثينيات والأربعينيات، ثم إلى مسلسلات تلفزيونية في عقد الخمسينيات بعد ظهور التلفزيون.
ومن أشهر هذه المسلسلات «فلاش جوردون» و«طرزان» و«سوبرمان» و«الرجل الوطواط». وقد اقترنت جميع هذه المسلسلات بالمغامرات المثيرة التي قدمت في أفلام متواضعة الإنتاج تروق لصغار السن.
إلا أن المسلسلات السينمائية الأميركية دخلت مرحلة مختلفة في عقد الستينيات، وذلك بتقديمها في أفلام ملحمية ضخمة الإنتاج، معظمها من أفلام الخيال العلمي وأفلام المغامرات المثيرة التي حصد كل منها مئات الملايين من الدولارات، كمسلسلات أفلام «حرب النجوم» و«الحديقة الجوراسية» و«سوبرمان» و«الرجل الوطواط».
ومن ضمن هذه المسلسلات ثلاثية أفلام المغامر إنديانا جونز التي أعلن أخيرا عن التوصل إلى اتفاق بين منتجها ومخرجها وبطلها لإنتاج الفيلم الرابع منها بعد مضي 17 عاما على ظهور الجزء الثالث في هذه السلسلة. وتتألف هذه الثلاثية من أفلام «غزاة تابوت العهد المفقود» (1981) و«إنديانا جونز وهيكل الهلاك» (1984) وإنديانا جونز والحملة الأخيرة (1989). وتعد هذه الثلاثية من أكثر المسلسلات السينمائية نجاحا على شباك التذاكر، فقد بلغت إيراداتها العالمية الإجمالية 1,2 بليون دولار. وقد تم تصوير الكثير من مشاهد الفيلم الأول في هذه السلسلة في تونس فيما تم تصوير مشاهد في الفيلم الثالث في البتراء بالأردن.
وقد جمعت هذه الأفلام الثلاثة بين أنجح اثنين من المنتجين والمخرجين وأنجح ممثل على شباك التذاكر، وهما جوج لوكاس كمنتج لهذه الأفلام، وستيفين سبيلبيرج كمخرجها، والنجم السينمائي هاريسون فورد الذي جسد شخصية المغامر إنديانا جونز في الأفلام الثلاثة الأولى والذي يعود في الفيلم الجديد مع منتج ومخرج الأفلام الثلاثة السابقة.
وقد جرت العادة في المسلسلات السينمائية الضخمة الإنتاج في هوليوود أن يفصل بين إنتاج الفيلم والآخر عامان إلى أربعة أعوام في المعدل، إلا أن سلسلة أفلام إنديانا جونز خرجت عن هذه القاعدة، حيث توقفت حتى الآن مدة 17 عاما ـ كما أسلفنا ـ وذلك رغم النجاح التجاري الكبير الذي حققته الأفلام الثلاثة الأولى. وليس من عادة إستديوهات هوليوود تفويت فرصة مواصلة إنتاج المسلسلات السينمائية الناجحة تجاريا بسرعة، سعيا للمحافظة على زخم هذا النجاح، كما فعلت في المسلسلات السينمائية الأخرى.
وفي الحقيقة أن مساعي إنتاج الجزء الرابع في هذه السلسلة السينمائية لم تتوقف منذ إنتاج الجزء الثالث في العام 1989، إلا أن المشكلة تمحورت حول إيجاد النص السينمائي أو السيناريو المناسب للفيلم الجديد، بحيث تتفق عليه الأطراف الرئيسة الثلاثة المعنية بالفيلم، وهم المنتج جورج لوكاس والمخرج ستيفين سبيلبيرج والممثل هاريسون فورد.
وقد كلف خلال تلك الفترة كتاب سينمائيون عديدون بإعداد سيناريو الفيلم الجديد، وأعلن أكثر من مرة عن الموافقة على السيناريو الجديد قبل أن يتم نفي ذلك. وأخيرا أعلن عن اتفاق الأطراف الثلاثة على لسان بطل الفيلم هاريسون فورد وأتبع ذلك بتأكيد كل من منتج ومخرج الفيلم.
ومع أن تفاصيل قصة الفيلم الجديد الذي يحمل العنوان المؤقت إنديانا جونز والقارة المفقودة» لم تعلن بعد، فإن القصة ستواصل المغامرات المثيرة لعالم الآثار المغامر إنديانا جونز، وستقفز أحداث القصة إلى أوائل عقد الخمسينيات من القرن الماضي، وفقا لما أعلنه مخرج الفيلم ستيفين سبيلبيرج، الذي قال أيضا إن عددا من بطلات الأفلام السابقة في هذه السلسلة سيظهرن في الفيلم الجديد، ومنهن الممثلة كارين ألين بطلة الفيلم الأول «غزاة تابوت العهد المفقود» والممثلة كيت كابشو بطلة الفيلم الثاني «إنديانا جونز وهيكل الهلاك». يشار إلى أن الممثلة كيت كابشو تزوجت من مخرج الفيلم ستيفين سبيلبيرج بعد لقائهما في هذا الفيلم.
كما سيعود في الفيلم الجديد الممثل الإسكتلندي شون كونيري، الذي اشتهر في أفلام الجاسوس الخيالي جيمسس بوند، وذلك في دور والد المغامر إنديانا جونز الذي أداه في الفيلم الثالث «إنديانا جونز والحملة الأخيرة».
وتقدم الملابسات المحيطة بتأجيل إنتاج الجزء الرابع في سلسلة أفلام إنديانا جونز الدليل على أهمية الدور الذي يلعبه النص السينمائي أو السيناريو الجيد والمناسب في صناعة السينما. فهو المرتكز الأساسي الذي يستند إليه الفيلم السينمائي، وذلك رغم أهمية المخرج والممثلين والطاقم الفني وتمويل الإنتاج وتكامل تلك الأدوار. فبدون توفر النص السينمائي الجيد والمناسب لم يمكن إنتاج الفيلم الرابع الذي طال انتظاره في هذه السلسلة السينمائية، وذلك رغم توفر جميع العناصر الأخرى لإنتاج هذا الفيلم.
يشار إلى أن كلا من الأقطاب الرئيسين الثلاثة في سلسلة أفلام إنديانا جونز، وهم المنتج جورج لوكاس والمخرج ستيفين سبيلبيرج والممثل هاريسون فورد، يحتل المركز الأول في فئته كمنتج أو كمخرج أو كممثل في إيرادات أفلامه على شباك التذاكر في تاريخ السينما.